الاثنين، 11 أكتوبر 2010

التفكر و الحضارة والمسلم المعاصر

التفكر و الحضارة والمسلم المعاصر

الدكتور طارق أبو غزالة

أزمة العالم الإسلامي هي أزمة حضارية جوهرها فكري ولكن ذلك يحتاج إلى إيضاح.
فالعالم الإسلامي هو عالم غني تراثه ومعارفه وثقافاته، وهو عالم كان قد قاد العالم حضارياً في إحدى مراحله.
ولا يستطيع أحد أن يقود العالم حضارياً إلا إذا كان جوهره يسمح بتعدد الثقافات والاعتقادات والديانات في جو متسامح يكون فيه البناء هو الإطار الرئيس لتلك الحضارة ولِبُناتها.
إنّ استنكاف العالم الإسلامي عن قيادة الحضارة له عوامل مختلفة أهمها: خروج المسلمين من التاريخ وخروجهم من الجغرافيا وخروجهم من إنتاج العلم.
وقد بدأ هذا الخروج قبل حوالي خمسمائة عام عندما عزف المسلمون عن تطوير السلاح الناري لأنه كما اعتقدوا آنذاك يتعارض مع الشريعة السمحاء لقوته التدميرية الفتّاكة.
في نفس الوقت بدأ الغرب رحلته مع تطوير السلاح ومحاولة منعه عن الباقين وخاصة المسلمين، وبذلك غادر المسلمون التاريخ؛ بمعنى أنهم لم يعودوا صُنَاعا وكُتّابا للتاريخ، بل أصبحوا مادة مكتوبة يكتب لها القوي تاريخها ويشترط عليها ما يشاء. في هذا السياق يمكن فهم تكالب العالم الغربي اليوم لمنع إيران من الانضمام للنادي النووي ولو سلمياً.
بعد ذلك بدأ نمط تفكير المسلمين بالتغيّر؛ فبدلا من الإنتاج الجديد للمعارف أصبح جلّ ما يتناقله العلماء هو المعارف القديمة للتعليق عليها، وبدلا من البحث عن الأسئلة المهمة للزمان والمكان المعاصرة لأي عصر أصبح جلّ هم العلماء البحث عن الأجوبة في بطون الكتب الصفراء التي كتبت قبل قرون، كل ذلك في وقت كانت النهضة الأوروبية الفكرية تنبت من بذور الحضارة الإسلامية في المعارف والعلوم، وبذلك أفلت حضارة الإسلام وأشرقت حضارة الغرب. إن ما يهم الآن هو كيف نحيي و نجدّد حضارة الإسلام؟

طبيعة الذهنية التي تشكلها المنظومة الإسلامية
إن الذهنية التي تشكلها المنظومة الإسلامية اليوم تختلف اختلافاً جذرياً عن ذهنية المسلمين في الزمن الزاهر وأقصد بالزمن الزاهر الزمن الذي كانت ديار الإسلام تمور فيه بالعلماء من كافة الاختصاصات. ولعل مقارنة ذهنية اليوم بذهنية الأمس تلقي ظلالاً على الإجابة.
إن الذهنية الإسلامية في الزمن الزاهر لم تكن ذهنية القوالب الجامدة مسبقة الصنع، بل كانت ذهنية باحثة مبصرة. نظرت تلك الذهنية في القرآن فعلمت أن في الكون سنناً وقوانين فبدأت بالبحث عن تلك السنن والقوانين في كتاب الكون. لم يكن الأمر هو البحث عن الإجابات بقدر ما كان الأمر مساءلة الإجابات المسبقة، لذلك كان التأكيد القرآني على نبذ الآبائية "قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا" [سورة الأعراف / الآية: 69] "قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين".
والآيات التي تذم الآبائية العمياء كثيرة في القرآن. وسبب ذلك أن الآبائية تمنع من الإبداع لأن الأبناء لا يسائلون الآباء, والآباء لا يسائلون الأجداد فيبقى الأحفاد على ما كان عليه الأجداد. هذا يعني أن ثلاثة أجيال – أي قرابة قرن من الزمان- تدور في فلك الأجوبة نفسها دون تجديدها. ولذلك كان لابد من الفكر التجديدي دوماً لكل جيل يُسائل إجابات آبائه و أجداده. لذلك فإن من يجدد لهذه الأمة دينها ليس بالضرورة هو أحد يأتي على رأس كل قرن هجري أو ميلادي بل من يجدد لها دينها في كل وقت و حين, فينفض عن المائة عام التي خلت ما علق بها من شوائب لم تعد تصلح لزمنها. فعملية التجديد هنا مستمرة لا تتوقف. ولعل اختيار الرسول لقرن من الزمان لحدوث التجديد أن الإنسان عادة ما يعيش قرابة القرن من الزمان بين حياة مُعاشة حقيقية و أخرى عن طريق السماع المباشر من الجد و الجدة لما كان عليه زمانهم.
بعد مساءلة الإجابات القديمة مسبقة الصنع, انتقلت الذهنية الإسلامية الأولى التنويرية إلى البحث عن الأسئلة الكونية الجديدة التي تريد إجابات. لذلك أسس المسلمون الأوائل المنهج التجريبي وألفوا فيه فاكتشفوا كشوفات هامة ونوعية في كثير من العلوم مثل الطب والفلك والنبات والحيوان والأدوية والميكانيك.
أما الذهنية الإسلامية اليوم فهي ذهنية ردود الأفعال المعروفة مسبقاً دون أي إبداع. ذهنية التفكير أحادي الجانب أو النفقي - من النفق الذي لا يسمح بالرؤية الشاملة - الذي لا يرى المتغيرات والمستجدات في أي حادثة من الحوادث.
ومشكلة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم وكيفية التعامل معها مثال شاهد على ذلك.
فردُّ فعل المسلمين عموماً كان يمكن التنبؤ به في أي حال من الأحوال، لذلك سهل على الغرب التعامل مع المشكلة، بينما استعصى علينا ذلك، وتركزت ردود أفعال المسلمين على تكرار الدعوة للمقاطعة والتظاهرات في الشوارع دون أي شكل إبداعي في الرد على المشكلة.

هل هناك علاقة تلازمية بين التفكير والإبداع؟
الإبداع في أمر لابد أن يولد من رحم التفكّر في مشكلة أو سؤال، وملاحظة جميع جوانبه حتى يبدع العقل شيئاً جديداً على غير النسق القديم المعروف وهذا ما يسمّى بتزحّل النموذجParadigm Shift .
وبما أن الحرية أساس للتفكّر, والتفكر بوابة الإبداع فإن الإبداع أيضا مرتبط بالحرية؛ فهذه الثلاثية من الحرية، والتفكّر، والإبداع، لابد منها للخروج بأشكال وأساليب متجددة لحياتنا، فعندما تنعدم الحرية فإن هامش التفكّر يضيق وبذلك ينعدم الإبداع ولا يبقى إلا التكرار، لذلك نرى العالم الإسلامي اليوم يتغنى بمبدعيه المعاصرين الذين درس وعاش معظمهم في الغرب، فعاش هامش الحرية العريض ففكر وأبدع. وهذا الأمر ليس حكرا على ثقافة دون ثقافة بل هو سنة مطََّردة. ولذلك نرى أيضاً صعوبة تأقلم المبدعين من أبناء أمتنا عندما يعودون إلى أحضان الوطن بسبب ضيق هامش الحرية و التفكر مما يعني الحد من إبداعاتهم.
إن هدف التفكر الإبداعي هو الإجابة على أسئلة الزمان والمكان. هذه الإجابات قد تكون في صورة الدعوة إلى تجديد جذري في أنماط الحياة الأمر الذي قد يهدد المستفيدين من الوضع الراهن الذين يحاولون إبقاءه على حاله. وليس هناك أفضل من تضييق الحريات للمحافظة على الأوضاع الراهنة.

نوعية التفكير التي بإمكانها المساهمة في إبداع أشكال حضارية راقية

إن الأشكال الحضارية الراقية تنتج من عوامل متعددة وليس فقط من نوعية تفكير بعينها، ولكن غياب التفكير الإبداعي الحضاري لن يسمح لباقي العوامل بأن تنتج حضارة؛ بل لعلها تنتج مدنية فقط أو أبنية شامخة تصبح أثرا بعد عين بعد اندثارها، والقصص القرآني مليء بالقصص عن بناء المدن ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد.
إنّ التفكير الحضاري هو التفكير الذي يبدع البناء الحضاري ويحاول أن يحميه من أشكال الإفساد التي قد تهدمه. إن أحد أهداف حياة المسلم اليوم إذاً هو بناء الإسلام الحضاري، ولعل ما قاله شاعر الألمان المسلم غوته رحمه الله، يصف ذلك وصفا دقيقا: "إنني أحترم المرء الذي يعرف بشكل واضح أن الجزء الأكبر من الفساد في العالم ينشأ من حقيقة كون الناس لا تدرك أهدافها بشكل واضح، لقد تولوا بناء برج ولكنهم قاموا بوضع أساس لهذا البرج يكفي فقط لبناء كوخ".
إن بناء الإسلام الحضاري إذاً يجب أن يقوم على أساس فكري متين. بدون هذا الأساس الفكري المتين فإن البناء معرض للانهيار بسبب إفساد المفسدين. و يتجلّى ذلك بشكل واضح في الحوار الأول بين الله و الملائكة عند إعلان خلق آدم. "أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء" لم تنتف تلك التهمتان عن آدم إلا بعد أن عُلّـم الأسماء كلها "وعلًَّـم آدم الأسماء كلها" , و ثمّ بعد أن أنبأ عن هذا العلم على الشكل صحيح. "فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض"
إن العلم الصحيح ثم الإنباء عن هذا العلم على الوجه الصحيح هو الترياق للإفساد و سفك الدماء.
هذه الرحلة من بدء دخول العلم على الوجه الصحيح ثمّ خروجه بعملية الإنباء الصحيح هي رحلة التفكير الموضوعي الذي يحاول الإجابة على الأسئلة الملحّة.
إن التفكير الحضاري إذا هو تفكير تساؤلي يحاول أن يبحث عن أسئلة الزمان والمكان المعاصر ليجيب عنها ويبني الحضارة حولها. فهو يسائل كل شيء فأما الزبد فيلفظه وأما ما ينفع الناس فيبقيه. وهو تفكير تجديدي يركن إلى الأصول والمسلمات وينطلق منها في بناء تفاصيل جديدة. وهو تفكير نقدي يسائل إجابات الزمن الماضي ويستبدلها إن لزم ويسائل أجوبة الأزمنة الحديثة ليبين مدى متانتها للبناء. وهو تفكير تفصيلي ينتبه إلى التفاصيل الدقيقة في كل شيء ويكون منصفا عندما محاكمة تلك التفاصيل، فيشهد ولو على نفسه. وهو تفكير مرن، والمرونة لا تعني الذبذبة أو عدم القدرة على اتخاذ القرار بل المرونة هي القدرة على إحداث تغييرات بسيطة للحصول على نتائج أكبر أو للنجاة من كوارث كبرى، والقدرة على الموازنة الدقيقة بين المنافع والمفاسد. وقصة موسى عليه السلام والعبد الصالح خير مثال على هذا التفكير المرن.

يلاحظ أن العقل الإسلامي المعاصر مشدود إلى إبداعات السلف أكثر من حرصه على تجاوز هذه الإبداعات وإبداع أشكال حضارية جديدة.

عندما يضيق هامش الحرية و يغيب التفكير الحضاري فإن العقل الإسلامي يتراجع إلى الوراء تاريخياً ليصف إبداعات السلف لعجزه عن إنتاج الإبداع كَخَلَف. بل ويستشهد على ذلك بالأدلة عن تدني الحالة الإسلامية بتوالي القرون (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذي يلونهم) والحديث بهذا اللفظ لا أصل له بل الصحيح (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)* وفرق كبير بين النصين. فخير القرون قرني يعني أن شكل القرن كما كان قبل 14 عشر قرناً هو خير الأشكال فيصبح محاكاة الشكل هو الهدف و ليس الارتقاء إلى درجة خير الناس قرني و هي الصيغة الصحيحة بحيث يصبح محاكاة الأفراد عبادة وعملاً و خلقاً هو الهدف. وبذلك ينتفي الإبداع عن القرون التي تلي القرن الأول. إن تعلق العقل الإسلامي المعاصر بالسلف طبيعي، فكل عقل يتعلق بتراثه بغض النظر عن الدين والعرق واللون، ولكن أن يصبح هذا التعلق هو الغاية، فهنا مكمن الخطورة. هناك من شباب المسلمين اليوم من يعيش في زمان ذلك السلف ولا يستطيع أن يغادره إلى الواقع؛ فترى لباسه واسمه وخطابه ينبع من القرن الأول وقد يعترض معترض على ذلك، ولكن إذا قرأت لعلماء القرون الزاهرة الإسلامية لوجدت أن المسلمين كانوا يعيشون في قرونهم لا في القرن الأول، فلباس أهل بغداد ودمشق والأندلس مختلف عن لباس القرن الأول ومؤلفاتهم وكلامهم فيها مختلف عن القرن الأول، فقد كان القرن الأول بالنسبة لهم ركناً شديداً يأوون إليه لينطلقوا منه إلى أركان الأرض والكون، ولم يكن ركناً يعيشون فيه حياتهم الدنيا أبدا.
إن الحياة الدنيا تُبنى من الحاضر وليس من الماضي، بل أقول إن بناء الحياة الدنيا اليوم إنما يٍُبنى من المستقبل باستشرافه لتحديد الاحتياجات المستقبلية اعتماداً على الأرقام و الإحصاءات كي نقوِّم واقعنا تجاهها بشكل دقيق.
إن القراءة السطحية للآية الكريمة في سورة نوح: "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا" تربط الاستغفار بإرسال المطر وحسب، ولكن إن قرأت الآية بشكل أعمق تجد أن الاستغفار مدعاة لهطول المطر مدراراً. هذا المطر المدرار سيتحول إلى أموال بعد أن يروي الجنات المزروعة بسواعد البنين.
وحتى يتحقق ذلك أي تحول المطر إلى أموال لابد من إبداع طرق الزراعة والحصاد والتوزيع مع ملاحظة نقاء البيئة والأنهار التي هي بمثابة العصب والشريان لتلك الأموال المزروعة.
إن قراءة عميقة لتلك الآية تربط الغيب بالواقع، تربط الأسباب بمسببها، فالاستغفار من الإنسان لربه قد لا يبدو للناظر سببا لهطول الأمطار ولكنه للمسلم سبب أساس لهطول الأمطار، وهو يأتي في كل المراحل، ولكن الاستغفار وحده لا يكفي بل يجب الاستعداد لهطول نعمة المطر لتحويلها إلى قوة زراعية ومائية ومالية واقتصادية.
إن عدم الاستعداد لذلك قد يجعل من المطر قوة هدم لتحولّها إلى سيول جارفة، تجرف الأخضر واليابس. وأعجب من أنفسنا, نستسقي بصلاة الاستسقاء دون الاستعداد لاستقبال المطر. إنّ تطهير النفس و الاستغفار من الذنوب مع إعداد العدّة الكاملة لاستقبال نعمة المطر هو الذي يميز المسلم الحضاري عن غيره.
من هنا يمكن فهم تعامل المسلمين في العصر الزاهر مع تلك الآيات فأبدعوا في وسائل السقاية و الري, أما المسلمين اليوم فقد استوردوا المدنية و البنيان وعندما هطلت الأمطار وجدنا تلك المدنية و البنيان تسبح في الأمطار و الفيضان.
بقي أمر أخير. إن الآيات من سورة نوح هي خطاب نوح عليه السلام لقومه منذ آلاف السنين ولم يفهمها المسلمون الأوائل دعوة إلى العودة للعيش في ذلك الزمان ولكن فهموها سنناً كونية لا تحابي أحداً. إن إنسان القرن العشرين استطاع إنزال رائد فضاء على سطح القمر باكتشاف وفهم وتطبيق قانونين اثنين.

العوامل التي تحول دون وصول المسلم المعاصر إلى مستوى التفكير النقدي
التفكير النقدي أساس الإبداع والإنتاج في كافة مناحي الحياة و هذا النوع من التفكير يستلزم منظومة أخلاقية عند استعماله، ومن أهم أركان هذه المنظومة:
- الابتعاد عن الظنّ لأن الظنّ لا يغني عن الحق شيئا، وإن لزم الظنّ فيجب العلم أن النتائج ظنّية وليست قطعية.
- الابتعاد عن الأهواء عند معالجة الأمور لأن الهوى سيصدر أحكاما منحازة.
- استحضار التقوى في كل الأمور لمنع الهوى والظن ما أمكن.
- الاعتقاد أن ما كلفنا به ربنا في وسعنا, لأنّ الله لا يكلف نفسا إلا وسعها.
- الابتعاد عن التعصب والمبالغة ونفخ الذات والنرجسية، والظن أن الكون لا يدور إلا من حولنا وأننا مركز الكون. بحيث يصبح المسلم منسجماً مع نفسه ومع محيطه، ويصبح المسلم إنساناً كونياً ذا وعي عالمي يؤثر فيه برفق يدفعه حيث يريد.
- عدم الكيل بمكيالين عند محاكمة الأمور.
- الإيمان بأن العلاقات بين البشر يحكمها قانون التدافع وليس نظرية المؤامرة. لأن الإيمان بنظرية المؤامرة يدعو إلى الشلل الحركي بينما العمل بقانون التدافع يؤدي إلى درء الفساد "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين" [سورة البقرة / الآية: 249].
"ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا" [سورة الحج / الآية: 38]. فسنة التدافع هذه تدرء المفاسد وتجلب المصالح وهو فضل من الله على العالمين.
محاولة الابتعاد عن ردود الأفعال الآنية دون دراسة الأفعال التي أدّت إليها دراسة سببية متأنيّة. إن التحول من التفكير السببي المتأنّي إلى التفكير الحدسي الآني قد أصبح سمة العصر اليوم لا سيما بين الشباب. أحياناً يحتاج الإنسان إلى اتخاذ قرارت آنية ولكن البناء الحضاري لا يتحمل مثل هذا النوع من التفكير بل قد يتعرّض للانهيار لأن التفكير الحدسي غالباً ما يكون فردياً بينما يكون التفكير السببي جماعياً شورياً والحضارة لا تُبنى بحدس فرد بل بشورى الخبراء.



* رواه البخاري (2651) ومسلم (2535) عن عمران بن حصين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق