الاثنين، 11 أكتوبر 2010

الفرق بين امرأة و أخرى

الفرق بين امرأة و أخرى

د.طارق أبو غزالة
3-12-2006



كنت منذ أيام في زيارة إلى دمشق الحبيبة ضمن البرنامج المشترك لوزارة الأوقاف و برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لإعطاء دورة التفكير الموضوعي.
وبعد انتهاء الدورة اجتمعت بأحد كبار علماء الشام و مربّيها فبث إليّ شاكيا و قال: يا دكتور مازال إلى يومنا هذا يوجد من يرتقي المنابر و يترحم على أيام أبائنا و أجدادنا أن كان للمرأة في تلك الأيام خروجان خروج إلى بيت الزوجية و خروج إلى القبر. و تابع العالم الجليل بهمّ واضح: لعل ذلك جرى في عهد ابي و جدّي و لكن ليس ذلك من الإسلام في شيء و ليس ذلك مدعاة للترحم عليه.
تأملت في قول هذا العلاَّمة هل يعقل أن يكون للمرأة خروجان في حياتها و تمضي بقية عمرها رهينة الحبس من حائط إلى حائط لا تكلم إنسياً.
ثمَّ أعملت القلم و العقل والرقم في هذه المسألة.
نعم هناك فريق لازال يؤمن بأن المرأة لا تخرج أبدا إلاّ إلى الزوج أو القبر. ولكن هذا الفريق نفسه هو الذي يحرِّم على تلك المرأة إن مرضت ألاّ تزور إلاّ طبيبة و إن آلمها سنها لا تراها إلاّ طبيبة أسنان و إن حملت لا يولدها رجل بل امرأة.
نحن بحاجة بلغة الكمّ إلى جيش من النساء الطبيبات و طبيبات الأسنان و المولدات و القابلات
و الممرضات و المدرسات. و لنحص عدد الخروجات التي تحتاجها أي منهن كي تصبح على كفاءة لازمة تؤهلها لعملها.
إن تخريج طبيبة واحدة يستلزم ست سنوات للحصول على الدكتوراة الأساسية و ست سنوات أخرى من الاختصاص. ويحتاج ذلك إلى خروج المرأة إلى الجامعة مرة واحدة يوميا على الأقل لتتعلم. و بحساب بسيط يعني أن تخرج المرأة حوالي 2400 مرة كي تتم اختصاصا كالتوليد وأمراض النساء. وفرق بين امرأتين, الأولى لا تخرج إلاّ مرتين في الحياة و الثانية تخرج الحياة من رحم الأولى عند توليدها فمن يا ترى يبني الحضارة الأولى أم الثانية؟

إن كنا نريد للنساء ألا يتطببن إلاّ على يد النساء فهذا يعني أنه يجب علينا إعادة الحسابات كي نعلم العدد الكافي من النساء اللواتي نحتاجهن كي يقمن على خدمة الأخريات. ولعل في ذلك مسائلة لفرض الكفاية الذي يُعرَّف بأنه إذا قام به البعض بشكل كاف سقط عن الباقين.
فهل تخريج الطبيبات و المدرسات و الممرضات وطبيبات الأسنان فرض كفاية أم لا؟
فإن كان فرض كفاية وجب التحديد الدقيق للكم و الكيف لإعادة النظر في عدد المرات التي تخرج بها المرأة من البيت في حياتها!
وبعد الإجابة على هذا السؤال يجب أن نجيب على السؤال التالي: إذا كان يجب على المرأة أن تخرج خارج منزلها كي تتعلم فروض الكفاية أكثر من مرتين في حياتها, فمن الذي يوصلها إلى أماكن التعليم تلك؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق