الاثنين، 11 أكتوبر 2010

ولّى عهد المقاطعة. رؤية جديدة.

ولّى عهد المقاطعة. رؤية جديدة.

د. طارق أبو غزالة
الدائرة للإحياء الفكري

ولّى عهد المقاطعة.
قاطعنا قهوة الشركات التى تدعم إسرائيل.
قاطعنا الدول التى انتقصت من قيمنا وتطاولت علينا.
قاطعنا الأجبان والألبان والحليب والأقمشة والأشربة.
وزعنا الباركود (رمز الدولة التجاري) على الإنترنت كي ننتبه له فلا نشتري بضائع الدول التي أهانتنا.
قاطعنا بعض الفضائيات الهابطة, وقاطعنا بعض الذين لم يغنوا للمقاومة.
ولكن بعد كل هذه المقاطعة يبقى السؤال, ثمّ ماذا؟؟
هل تحولت أفعالنا الى عادات؟
المقاطعة لا يمكن أن تتحول الى عادات لأنها تقاطع و لا تقدم البديل.
لذلك أدعو إلى طريقة جديدة لمعاقبة من ينتهك المقدسات والحرمات والأرض والإنسان. ولكن هذه الطريقة أصعب من المقاطعة لأن بها مسؤولية وتستلزم وعياً بالواقع وتحتاج الى تنسيق دقيق للآليات الجديدة.
بدل مقاطعة الشركات التى تنتهكنا, فلنغير من عاداتنا ولنتحول الى دعم من يدعم طموحاتنا.
هناك الكثير من الشركات الوطنية التى تنتج منتجات لا تقل جودة عن نظيرتها الأجنبية و تتميز بأنها ترعى أعمالاً خيرية أو فكرية أو اجتماعية فى مجتمعاتنا, فلنتحول الى بضائع تلك الشركات ولتصبح هى المنتجات المفضّلة لنا.

ماذا يحتاج قرار كهذا؟
1- المسؤولية:
هذا يحتاج الى قرار مسؤول على مستوى الفرد من الطفل الى الشيخ. فرق كبير من أن تطلب من فرد أن يقاطع فيقاطع إلى أجل مسمّى ثم تنفضّ المقاطعة وبين أن تطلب منه أن يدعم شركة ما فيصبح ذلك عادة فتتقوى الشركات التى تحمل همّ الأمة.

2- الوعي بالواقع:
وهذا يحتاج إلى وعي بالواقع وذلك عبر معرفة نشاطات الشركات ومراقبتها وإصدار نشرات دورية عن تلك النشاطات التى ترعاها بحيث يعرف ماتقدمه هذه الشركات هل هو ملموس أم ذر للرماد في العيون.
إن شركة ترعى مهرجاناً غنائياً لمطرب او مطربة تختلف عن شركة ترعى همّ الشباب ومؤتمرات مخصصة لتطويرهم أو أخرى ترعى مؤتمرات صحية لتوعية الناس أو ثالثة تكفل الأيتام و توفر لهم مواد الدراسة مع بدء كل عام دراسي.

3-التنسيق الدقيق لآليات الدعم:
أما التنسيق الدقيق لتلك الأليات فهو تسهيل معرفة أنشطة الشركات الداعمة لقضايا الأمة. وهذا يعني وجود مرجعية موثوقة تتثبت من نشاطات الشركات الداعمة لقضايانا قبل إدراجها في دليل الداعمين.
أي يجب إنشاء دليل للداعمين بدل من لائحة الخائنين أو لائحة المقاطعين.
وهنا لن يستطيع أحد أن يتهم أحداً بأنه يتهم الناس فى نياتهم بل الأمر واضح شفاف, فهذا الدليل لا يدرج فيه إلاّ من ثبت دعمه لقضايا الأمة.
إن مبدأ "وأما ماينفع الناس فيمكث فى الارض" هو سنة ربانية ليس علينا إلاّ تفعيلها عبر دعم من يدعمنا.
إن هذه الطريقة الجديدة فى التعامل مع الواقع أقوى أثراً لأنها تصنع عادات تغير من الموازين الاقتصادية.
وهذا يتطلب من المرء التنبه أثناء أي إعلان لمواد تجارية لقراءة ما بين سطور الإعلان. وسؤال النفس ماذا تقدم هذه الشركة لي غير هذا المنتج؟
هل تدعم مدرسة الحي؟ هل أنشأت مكتبة عامة للناس؟ هل أنشأت وقفاً لدعم الطلاب المحتاجين؟ هل تحمل قيم الفضيلة لأطفالنا؟ إذا كانت الإجابة بنعم فحق علي إذاً دعم هذه الشركة. فإن كانت شركة صابون يصبح هذا الصابون هو ما أعطر به يدي. وإن كانت شركة ملابس يصبح قماشها ستراً لي و لأسرتي. وإن كانت شركة أغذية يصبح غذاؤها طعامي.

إن هذه الطريقة الجديدة فى التعامل يجب أن تنتشر لتشمل كل أنواع الشركات حتى
التى تقدم خدمات مثل الجوال والإنترنت وخطوط الطيران والفضائيات, فأدعم الشركة التى تدعمني عبر شراء خدماتها.

إن هذا الفهم في التعامل مع اقتصاد السوق سيغير من آليات هذا السوق و سيفرض عليه ضرائب يؤديها للمجتمع قبل تمكنه من جيوب الناس.

أما آليات هذا التفكير الجديد فهي:
أولاً: شحذ الإرادة ثم النية أن أغير عاداتي ومشترياتي تجاه من يدعم قضاياي.
ثانياً: البدء بالبحث والتقصي عن نشاطات تلك الشركات والبحث عمن يدعم هذه القضايا.
ثالثاً: توثيق هذه النشاطات بشفافية.
رابعاً: نشر هذه النشاطات على مواقع الإنترنت وإرسالها بالبريد الإلكتروني ورسائل الجوال القصيرة والتثبت من تلك الرسائل القصيرة عبر مواقع الإنترنت المعتمدة قبل أن أقدم على الدعم.

خامساً: المراجعة الدورية لتلك الشركات ونشاطاتها وتحديث المعلومات عنها.
سادساً: استبدال العلماء والمفكرين بنجوم الغناء والرياضة كي يصبحوا هم مرجعية تلك المنتجات, فليس هناك عيب في معرفة ماهو المشروب المفضل لعالم أو مفكر!! وسيتبع الناس هؤلاء العلماء والمفكرين حتى فى شرابهم.

إن شعار المرحلة القادمة يجب أن يكون:

"ايتها الشركات التي حملت همّ الأمة فتفاعلت معها, وقدمت لها و لو شيئاً يسيراً, حقٌّ علينا أن نقول لك شكراً.
فشكراً لك.
و حق علينا أن ننشأ الآليات التي تمكننا من رد الجميل.
فانتظرينا."

كتبت هذه المقالة في عام 2006
اعيد نشرها الان بسبب الدعوات التي انتشرت على الفيس بوك لمقاطعته.
الفيس بوك فيه كثير من القضايا الهامة ودعوة المقاطعة تعني مقاطعة هذه القضايا.
لو ان المسلمين قاطعوا البال توك قبل حوالي 10 سنوات عندما فتح بعضهم غرفة لسب النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل الوف الناس في الاسلام. انما كان ردنا حين ذاك فتح غرفة للتعريف بالاسلام وكنت من الذين يحاضرون فيها واذكر ليلة اسلمت بها 3 اخوات دفعة واحدة.
من اراد ان يقاطعني بسبب موقفي هذا فليفعل, فكل نفس بما كسبت رهينة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق